الأحد، 27 سبتمبر 2015

التسويد في فن الخط العربي


هو أمر في فن الخط يلجأ إليه الخطاط من حين لآخر بقصد الاحتفاظ بقدرته الدائمة على الكتابة والتمرس فيها ، فيتناول ورقة ويشرع آنذاك في كتابة ما يعن له من حروف أو كلمات أو عبارات قد تكون من القرآن الكريم او من الأحاديث النبوية الشريفة أو مأثور القول أو غيرها ، ثم يعيد على نفس الورقة ما لا يعجبه من الحروف أو الكلمات . ويظل يفعل ذلك على الورقة من اليمين إلى اليسار ومن أعلى إلى أسفل وهو يدير الورقة من جوانبها الأربعة دون أن يعبأ لركوب الحروف والكلمات فوق بعضها البعض ، حتى تمتلئ مهاد الورقة عن آخرها ويتحول لونها في النهاية إلى السواد من كثرة جريان القلم فوقها .
وهذه العملية يطلقون عليها في اللغة التركية كلمة ( قاره لمه = Karalama ) أي تسويد ، لأنها بمثابة " المشق " أي التعليم .. ولهذا السبب يذيلها الخطاط بعبارة ( مشقه فلان ) أو
( سوده فلان ) بدلاً من عبارة ( كتبه فلان ) .
أما إذا تحاشى الخطاط تركيب الحروف والكلمات فوق بعضها البعض ، فأرسلها بدقة ظهر لنا نوع آخر من هذه القطع يعرف باسم تمرين .. والحق أن الغاية من قِطع التسويدات وقِطع التمرينات واحدة ، فلا يختلفان إلا في الشكل .
وقد يلجأ الخطاط لمثل هذه التسويدات والتمارين للبحث من خلالها في الوقت ذاته عن مقاس جديد أو نسبة جديدة ، فينتقي من بين الأحرف والتركيب التي سودها أجملها وأحسنها ليستعين بها فيما بعد في كتاباته . كما تُعد في الوقت ذاته مصدر إلهام للخطاطين الناشئين ، ينظرون إليها ويختارون لأنفسهم ما يروق لهم فيها من حروف وتراكيب .
وتكتب التسويدات بكافة أنواع الخطوط ، وإن كان الغالب في كتاباتها هو خط الثلث ، والثلث والنسخ ، والتعليق . أما الأحبار المستخدمة فهي الأسود في الغالب على ورق فاتح اللون ، ونادرًا ما تُستخدم أحبار وأوراق من ألوان أخرى أكثر جاذبية

قط القلم والسر المكنون فى اختلاف كتابات وأساليب الخطاطين العظماء


قط القلم والسر المكنون فى اختلاف كتابات وأساليب الخطاطين العظماء‏ اختلف الكثير من الخطاطين حول هذا الموضوع فمنهم من حرف القطة كثيرا ومنهم من حرفها أقل ومنهم من جعلها وسطية , الميلان في القط يتبع ميلان السطح الذي تكتب عليه أي يتناسب القلم مع السطح المراد الكتابة عليه . فمثلا لو أخذت زاوية 45 درجة فلن تتلائم مع كتابتك اذا كنت تكتب على قدميك واذا كتبت بها على سطح مستو فستراها جيدة وكان أحد الأساتذة اذا سأل على قطة قلم الثلث أشار بأصبع الإبهام والسبابة باليد اليسرى فالمقصود بها زاوية 45درجة ربما تختلف زوايا القلم عن خطاط وخطاط في جميع أنواع الخطوط وذلك حسب التعود أولا وحجم اليد وارتفاعها عن الورقة أثناء الكتابة وتلك النقطتين من أهم ما في التساؤلات . والنقطة الثانية هي بان الخطاطين المتمرسين خاصة من يعملون في المجال التجاري ممكن ان يستخدموا قلم واحد لجميع الخطوط بحكم الممارسة وسرعة الإنجاز فالقطه يحب ان تكون بالنسبة لراحه اليد بالكتابه لذلك يميلها البعض ويقلل من ميلانها البعض بمعنى حسب راحة ايده بالكتابه فيجب على المتعلم ان يمشي على قطه استاذه وهي قطه واحده لجميع الخطوط وان لم تتناسب معه غير في ميلها حسب ما يتناسب معه القط ينقسم إلى قسمين : 1- قطة محرفة . 2- قطة مستوية . القطة المحرفة : ما كانت فيها السن اليمنى للقلم - بمعنى زاوية رأس القلم اليمنى - أعلى من السن اليسرى أى مائلة ... وهذه القطة المحرفة تنقسم إلى قسمين : 1- قائمة : وهى أن تجعل السكين حال القط لرأس الجلفة عموديا ؛ ولذلك قال الأوائل ما تساوت فيها القشرة للقلم مع شحمته ... 2- مصوبة : وهى أن تجعل السكين حال القط غير عمودية بحيث تكون القشرة الخارجية للقلم أعلى من الشحمة الداخلية أى أن تجعل السكين مائلة قليلا إلى جهتك حال القط بعد أن تأخذ من شحمة القلم الداخلية بالسكين ... 2- القطة المستوية : وهى أن تجعل سنى القلم متساويتين أى ليس فيهما إمالة وتستخدم للكتابة من اليسار إلى اليمين أى للكتابة غير العربية

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015

الخطاط محمد أوزجاي


ولد الخطاط محمد أوزجاي بمدينة جاي قره التابعة لولاية طرابزون بتركيا في صيف عام 1961م وتخرَّج عام 1986 من كلية الشريعة التابعة لجامعة أتاتورك بأرضروم ، وتعرَّف هناك على الخطاط فؤاد بشار عام 1982م فتعلَّم على يديه خطَّ النسخ ثُمِّ الثلث ، بعد ذلك تعرَّف على الدكتور مصطفى أوغور درمان فكان الدليل والمرشد له في هذا المجال .

كتب محمد أوزجاي ما يقارب الخمسين حلية نبوية شريفة حازت على إعجاب محبي الخطِّ العربي أينما جال بها في معارضه زيادةً في شرف كتابة المصحف الشريف الذي طُبع عدَّة مراتٍ ، وله مقتنياتٌ كثيرةٌ داخل تركيا وخارجها ، وطُبع العديد من أعماله ونُشر في الدوريات والتقاويم السنوية .

أول من كتب المصاحف في الصدر الأول

قال ابن إسحاق: أول من كتب المصاحف في الصدر الأول ـ ويُوصف بحسن الخطِّ ـ خالد بن أبي الهياج ، وكان سعد ابن أبي وقاص والي الكوفة أيام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قد نصَّبه لكتابة المصاحف ، وكان الخطُّ العربي حينئذٍ هو المعروف الآن بالكوفي، ومنه استُنبطت الأقلام كما في كتاب (شرح العقيلة).

ومن كتّاب المصاحف خشنام البصري، والمهدي الكوفي، وكانا في أيام الرشيد.ومنهم أيضاً أبو حُدى وكان يكتب المصاحف في أيام المعتصم وهو من كبار الكوفيين وحُذَّاقهم،
وأول من كتب في أيام بني أمية ( قطبة المحرر ) وقد استخرج الأقلام الأربعة، واشتقَّ بعضها من بعضٍ وكان أكتب الناس في زمانه . ثُمَّ كان بعده الضحاك بن عجلان الكاتب في أول خلافة بني العباس فزاد على قطبة. ثُمَّ كان إسحاق بن حماد في خلافة المنصور والمهدي، وله عدَّة تلاميذٍ كتبوا الخطوط الأصلية الموزونة..

وحين ظهر الهاشميون استُحدث خطٌّ يسمَّى العراقي، وهو المحقَّق، ولم يزل يزيد حتى انتهى الأمر إلى المأمون فأخذ كتّابه بتجويد خطوطهم، وظهر رجلٌ يُعرف بالأحول المحرِّر، فتكلَّم على رسومه وقوانينه وجعله أنواعاً.

ثُمَّ ظهر قلم المرصَّع وقلم النساخ، وقلم الرياسي اختراعُ (ذي الرياستين: الفضل بن سهل)، وقلم الرقاع، وقلم غبار الحلية.

ثُمَّ كان إسحاق بن إبراهيم التميمي المكنَّى بأبي الحسن معلِّم المقتدر وأولاده أكتب أهل زمانه

الخليل بن أحمد الفراهيدي

الخليل بن أحمد الفراهيدي عالم النحو المتوفى عام (786 م) فقد حافظ الخليل على النقاط التي اقترحها الحجاج من أجل التمييز بين الحروف المتشابهة ولكنه وضع مكان رموز حروف العلَّة التي اكتشفها أبو الأسود الدؤلي ثمانية رموز للحركات الجديدة (مثل الفتحة، الكسرة، الضمة..).وهكذا تَمَّ توحيد التنقيط الذي اخترعه الحجاج مع رموز الحركات التي اخترعها الخليل في نظامٍ واحدٍ أعطى للخطِّ العربي شكله الجميل الذي نعرفه حالياً

أبو الأسود الدؤلي

أبو الأسود الدؤلي: توفي عام (688هـ ) وهو المؤسس الشهير للنحو العربي بتكليفٍ من الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويكاد اسمه أنْ يكون أسطورة ويُقال أنه هو الذي اخترع نظام التشكيل للتعويض عن حروف العلَّة الناقصة وقد ارتبط نظام التشكيل هذا بالخط الكوفي ومشتقاته. وأمَّا المشكلة بتمييز الحروف الصوتية عن بعضها البعض فقد حلَّت من قِبَلِ الحجاج بن يوسف الثقفي والي الأمويين والمنطقة الشرقية من المملكة بين عامي (694-714 هـ) وكانت الرموز التي تميِّز الحروف في البداية عبارة عن نقاطٍ صغيرةٍ سوداء بعدد واحد أو اثنين أو ثلاثة موضوعة تحت الحرف أو فوقه.ولكنَّ استخدام النقاط السوداء مع النقاط الملونة الأخرى قد أوقع الخلط والارتباك ولهذا السبب استُبدلت الحركات المائلة القصيرة بالنقاط ولكنَّ المشكلة لمْ تحلّ إلا بظهور ذلك العبقريّ

أول من خط بالعربية

أول من خط بالعربية:
أول من خَطَّ الخطَّ العربي ـ كما قال ابن عباس ـ إسماعيل عليه السلام وزاد أنه كان موصولاً حتى فرّق بينه ولده.
وقيل: مَرامر بن مرَّة، وأسلم بن جَدْرة، وهما من أهل الأنبار.
وقيل: أول من كتب بالعربية حرب بن أمية بن عبد شمس، تعلَّم من أهل الحيرة، وتعلَّم أهل الحيرة من أهل الأنبار...

ويقول ابن دريد في أمالية: عن عوانة قال: أول من كتب بخطِّنا هذا وهو الجزم مَرامر بن مرَّة وأسلم بن جَدْرة الطائيان، ثم علَّموه أهل الأنبار، فتعلَّمه بشر بن عبد الملك أخو أكيدر بن عبد الملك الكندي صاحب دومة الجندل، وخرج إلى مكة فتزوج الصهباء بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان، فعلَّم جماعةً من أهل مكة، فلذلك كَثُرَ من يكتب بمكة...
ولذلك يقول رجل من كندة يمنّ على قريش بتعليم بِشْرٍ لهم:
لا تجحدوا نعماء بِشْرٍ عليكـمُ = فقد كان ميمـون النقيبة أزهرا
أتاكم بخط الجزم حتى حفظتموا = من المال ماقد كان شتى مبعثرا

الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

خط النسخ ( أو النسخي )

خط النسخ ( أو النسخي )

وقد سمي بعدة تسميات : البديع، المقور، المدور وهو من الخطوط العربية الجميلة و هو يجمع بين الرصانة و البساطة و مثلما يدل عليه اسمه فقد كان يستخدمه النساخون في نسخ الكتب .

تاريخه
يعود الفضل إلى ابن مقلة في إبداع ووضع أسس هذا الخط وهو بذلك يعود إلى أوائل القرن الرابع الهجري/أواخر القرن 9 م. وقد ساهم فيه بعد ابن مقلة العديد من الخطاطين الأتراك والعرب وصولا إلى الفترة المعاصرة.
خط الكتب والصحف• أُطلق عليه اسم خط النسخ لكثرة استعماله في نسخ الكتب ونقلها، لأنه يساعد الكاتب على السير بقلمه بسرعة أكثر من غيره، ثم كتبت به المصاحف منذ العصور الإسلامية الأولى ، وامتاز بإيضاح الحروف وإظهار جمالها وروعتها. وقد اعتنى الخطاطون المسلمون بهذا الخط كونه استخدم في كتابة القرآن الكريم.. 
• وتستعمل الصحف والمجلاَّت هذا الخط في مطبوعاتها، فهو خط الكتب المطبوعة اليوم في جميع البلاد العربية. وقد طوّر المحدثون خط النسخ للمطابع والآلات الكاتبة، ولأجهزة التنضيد الضوئي في الحاسوب، وسمّوه (الخط الصحفي) لكتابة الصحف اليومية به. 
خطاطون
أول من وضع قواعد خط النسخ ابن مقلة، وجودّه الأتابكة (فعرف باسم خط النسخ الأتابكي) وتفنن في تنميقه الأتراك الذين أبدعوا فيه و على رأسهم الحافظ عثمان الذي وضع ميزان الحروف لهذا الخط و محمد عزيز الرفاعي الذي نقل هذا الخط إلى مصر ثم ماجد الزهدي الذي نقله إلى العراق..
• ومن الخطاطين العرب برع في الخط النسخي محمد حسني البابا و الخطاط محمد مكاوي ..و الخطاط سيد إبراهيم و محمد إبراهيم و محمد عبد القادر و الحاج زايد وفي العراق برع فيه الخطاط هاشم محمد البغدادي وتلامذته من بعده و يوسف ذنون الموصلي و من السعودية برع فيه محمد طاهر الكردي و ناصر الميمون وغيرهم. 

خط الثلث

خط الثلث 

خط الثلث هو نوع من الخطوط العربية، ظهر لأول مرة في القرن الرابع الهجري. وهو من أشهر أنواع الخطوط المتأصلة من الخط النسخي، وسمي بهذا الاسم لأنه يكتب بقلم يُقَطّ محرَّفًا بسُمْك ثلث قطر القلم، لأنه يحتاج إلى كتابة بحرف القلم وسمكه. وهو من أصعب الخطوط العربية من حيث القواعد والموازيين، وهو يمتاز بالمرونة ومتانة التركيب وبراعة التأليف. ويقسم خط الثلث إلى ثلاثة أنواع :
1. ثلث مفرق.
2. ثلث وسط. 
3. ثلث مشبك. 
إضافة إلى خط الثلث الجلي وخط الثلث المحبوك والخط الثلثي الزخرفي وخط الثلث المختزل والخط الثلثي المتناظر.

أصل التسمية
اسم النبي محمد، مكتوبة بخط الثلث.
كان العرب يكتبون بخط الطومار، والطومار ورق محدد حجمه وكبير ، فيقتضي أن تكون قصبة الخطاط تتناسب وحجم الورقة. إذ كان عرض القصبة24شعرة من شعر ذيل البيرزون (حيوان شبيه بالحصان ). لكنهم رأوا أن الخط أعرض ممّا يلزم، فاختصروا ثلثه وأبقوا على 16 شعرة وسموه خط الثلثين، بعده اختصروا الثلث الثاني إلى 8 شعرات وسمي خط الثلث. وكدالك ان هدا الخط معروف و جميل.

خط الإجازة

خط الإجازة 


هو نوع من أنواع الخطوط العربية المتنوعة، ويسمى أيضا خط التوقيع.
• سمي خط الاجازة بهذا الاسم لأنه كان يستخدم في كتابة الإجازات الخطية "والإجازة هي بمعنى شهادة مثل الشهادات الدراسية التى تفيد بأن طالبا ما قد أنهى دراسته وحصل على درجة علمية معينة في تخصص ما". 
• كما سمي بخط التوقيع نسبة إلى توقيع المجيز أي الذي يمنح الإجازة.


تاريخه
ظهر هذا الخط في بغداد في عهد الخليفة العباسي المأمون، إذ وضع أساسه يوسف الشجري، وأطلق عليه اسم الخط الرياسي (لأنه استخدمه بكثرة الفضل بن سهل، وزير الخليفة العباسي المأمون، الملقب بـذي الرياستين)، ثم تطور في عهد الدولة العثمانية، إذ طوره الخطاط مير علي سلطان. وانتشر انتشارا واسعا خلال هذه الحقبة وما بعدها .
خصائصه
ويتميز بأنه مزيج من نوعين رئيسيين من الخطوط العربية هما خط الثلث وخط النسخ ، أي أنه يحمل سمات هذين الخطين معا. وعدة خصائص فنية ترجع إليهما . فمثلا نجده يأخذ من الثلث تنوع وتعدد أشكال الحرف في نفس الموقع أو المقطع وكذلك نلاحظ طواعية حروفه - مثل الثلث - مما يجعله مهيأ تماما لعملية التركيب الخطي . وما يأخذه عن النسخ هو ما نلاحظه من صغر أحجام حروفه ، مما يجعله قابلا للكتابات متعددة الأسطر " كالإجازات الخطية أو بعض الآيات القرآنية " وهذا قد يكون سببا في سهولة قراءته وما يتبعه من إعطاء راحة لعين القارئ . أما عن كتابته فنجد أنه من الممكن أن يتصرف الخطاطون في تفاصيل بسيطة من تفاصيله مما يجعلنا نرى أكثر من شكل لنفس الجملة بنفس نوع الخط " الإجازة " لأكثر من خطاط . الجدير بالذكر أيضا أن في خط الإجازة تكون الحروف التي تكتب فوق السطر تأخذ قاعدة وموازين ونسب خط النسخ .... بينما الحروف التي تنزل من على السطر تأخذ قاعدة وموازين خط الثلث إلا أن هذه القاعدة قد تحدث فيها بعض الاختلافات والتصرف من الخطاطين _ كلا حسب ما يراه _ وحسب الجملة المكتوبة نفسها .

الخط الفارسي (التعليق)

الخط الفارسي (التعليق)

ظهر الخط الفارسي في بلاد فارس في القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي). ويسمى (خط التعليق) وهو خط جميل تمتاز حروفه بالدقة والامتداد. كما يمتاز بسهولته ووضوحه وانعدام التعقيد فيه. ولا يتحمّل التشكيل، رغم اختلافه مع خط الرقعة.
يعد من أجمل الخطوط التي لها طابع خاص يتميز به عن غيره، إذ يتميز بالرشاقة في حروفه فتبدو وكأنها تنحدر في اتجاه واحد، وتزيد من جماله الخطوط اللينة والمدورة فيه، لأنها أطوع في الرسم وأكثر مرونة لاسيما إذا رسمت بدقة وأناقة وحسن توزيع ، وقد يعمد الخطاط في استعماله إلى الزخرفة للوصول إلى القوة في التعبير بالإفادة من التقويسات والدوائر، فضلًا عن رشاقة الرسم، فقد يربط الفنان بين حروف الكلمة الواحدة والكلمتين ليصل إلى تأليف إطار أو خطوط منحنية وملتفة يُظهر فيها عبقريته في الخيال والإبداع.
وكان الإيرانيون قبل الإسلام يكتبون بالخط (البهلوي) فلما جاء الإسلام وآمنوا به، انقلبوا على هذا الخط فأهملوه، وكتبوا بالخط العربي، وقد طوّر الإيرانيون هذا الخط، فاقتبسوا له من جماليات خط النسخ ما جعله سلس القياد، جميل المنظر، لم يسبقهم إلى رسم حروفه أحد، وقد (وضع أصوله وأبعاده الخطاط البارع الشهير مير علي الهراوي التبريزي المتوفى سنة 919 هجرية).
ونتيجة لانهماك الإيرانيين في فن الخط الفارسي الذي احتضنوه واختصوا به، فقد مرّ بأطوار مختلفة، ازداد تجذرًا وأصالة، واخترعوا منه خطوطًا أخرى مأخوذة عنه، أو هي إن صح التعبير امتداد له، فمن تلك الخطوط:
1.خط الشكستة: اخترعوه من خطي التعليق والديواني. وفي هذا الخط شيء من صعوبة القراءة، فبقي بسبب ذلك محصورًا في إيران، ولم يكتب به أحد من خطاطي العرب أو ينتشر بينهم. 
2.الخط الفارسي المتناظر: كتبوا به الآيات والأشعار والحكم المتناظرة في الكتابة، بحيث ينطبق آخر حرف في الكلمة الأولى مع آخر حرف في الكلمة الأخيرة، وكأنهم يطوون الصفحة من الوسط ويطبعونها على يسارها. ويسمى (خط المرآة الفارسي). 
3.الخط الفارسي المختزل: كتب به الخطاطون الإيرانيون اللوحات التي تتشابه حروف كلماتها بحيث يقرأ الحرف الواحد بأكثر من كلمة، ويقوم بأكثر من دوره في كتابة الحروف الأخرى، ويكتب عوضًا عنها. وفي هذا الخط صعوبة كبيرة للخطاط والقارئ على السواء. 
4.ومن وجوه تطور الخط الفارسي (التعليق) مع خط النسخ أن ابتدعوا منهما خط (النستعليق) وهو فارسي أيضًا. وقد برع الخطاط عماد الدين الشيرازي الحسني في هذا الخط وفاق به غيره، ووضع له قاعدة جميلة، تعرف عند الخطاطين باسمه. وهي (قاعدة عماد).. 
وكان أشهر من كان يكتبه بعد الخطاطين الإيرانيين محمد هاشم الخطاط البغدادي والمرحوم محمد بدوي الديراني بدمشق، و لكن يبقي السبق للخطاطين الإيرانيين بلا منازع.

خط الطغراء (الطغرة)

خط الطغراء (الطغرة)


"الطرة" أو الطغراء" أو الطغرى هو شكل جميل يكتب بخط الثلث على شكل مخصوص. وأصلها علامة سلطانية تكتب في الأوامر السلطانية أو على النقود الإسلامية أو غيرها ويذكر فيها أسم السلطان أو لقبه. قال البستاني: "واتخذ السلاطين والولاة من الترك والعجم والتتر حفاظا لأختامهم، وقد يستعيض السلاطين عن الختم برسم الطغراء السلطانية على البراءات والمنشورات ولها دواوين مخصوصة، على أن الطغراء في الغالب لا تطبع طبعا بل ترسم و تكتب وطبعها على المصكوكات كان يقوم مقام رسم الملوك عند الإفرنج".
وقيل أن أصل كلمة طغراء كلمة تترية تحتوى على اسم السلطان الحاكم ولقبه وأن أول من أستعملها السلطان الثالث في الدولة العثمانية مراد الأول. ويروى في أصل الطغراء قصة مفادها أنها شعار قديم لطائر أسطوري مقدس كان يقدسه سلاطين الأوغوز، وأن كتابة طغراء جاءت بمعني ظل جناح ذلك الطائر.
وقد اختلطت بهذه الرواية قصة طريفة للطغراء ونشوئها عند العثمانيين وهي انه لما توترت العلاقات بين السلطان المغولى "تيمورلنك" حفيد "جنكيزخان" وبين "بايزيد" ابن مراد الأول العثماني، أرسل تيمورلنك إنذارا للسلطان بايزيد يهدده بإعلان الحرب، ووقع ذلك الإنذار ببصمة كفه ملطخة بالدم. وقد طورت هذه البصمة فيما بعد واتخذت لكتابة الطغروات بالشكل البدائي الذي كبته العثمانيون. وأقدم ما وصل إلينا من نماذج شبيهة بالطغرواوات ما كان ليستعمل في المكاتبات باسم السلطان المملوكي الناصر حسن بن السلطان محمد بن قلاوون 752 هـ. وقد أدى كتابة الاسم على شكل الطغراء إلى التصرف في قواعد الخط. وبكون "الطغراء" في الغالب مزيجا من خط الديواني وخط الثلث