هو أمر في فن الخط يلجأ إليه الخطاط من حين لآخر بقصد الاحتفاظ بقدرته الدائمة على الكتابة والتمرس فيها ، فيتناول ورقة ويشرع آنذاك في كتابة ما يعن له من حروف أو كلمات أو عبارات قد تكون من القرآن الكريم او من الأحاديث النبوية الشريفة أو مأثور القول أو غيرها ، ثم يعيد على نفس الورقة ما لا يعجبه من الحروف أو الكلمات . ويظل يفعل ذلك على الورقة من اليمين إلى اليسار ومن أعلى إلى أسفل وهو يدير الورقة من جوانبها الأربعة دون أن يعبأ لركوب الحروف والكلمات فوق بعضها البعض ، حتى تمتلئ مهاد الورقة عن آخرها ويتحول لونها في النهاية إلى السواد من كثرة جريان القلم فوقها .
وهذه العملية يطلقون عليها في اللغة التركية كلمة ( قاره لمه = Karalama ) أي تسويد ، لأنها بمثابة " المشق " أي التعليم .. ولهذا السبب يذيلها الخطاط بعبارة ( مشقه فلان ) أو
( سوده فلان ) بدلاً من عبارة ( كتبه فلان ) .
أما إذا تحاشى الخطاط تركيب الحروف والكلمات فوق بعضها البعض ، فأرسلها بدقة ظهر لنا نوع آخر من هذه القطع يعرف باسم تمرين .. والحق أن الغاية من قِطع التسويدات وقِطع التمرينات واحدة ، فلا يختلفان إلا في الشكل .
وقد يلجأ الخطاط لمثل هذه التسويدات والتمارين للبحث من خلالها في الوقت ذاته عن مقاس جديد أو نسبة جديدة ، فينتقي من بين الأحرف والتركيب التي سودها أجملها وأحسنها ليستعين بها فيما بعد في كتاباته . كما تُعد في الوقت ذاته مصدر إلهام للخطاطين الناشئين ، ينظرون إليها ويختارون لأنفسهم ما يروق لهم فيها من حروف وتراكيب .
وتكتب التسويدات بكافة أنواع الخطوط ، وإن كان الغالب في كتاباتها هو خط الثلث ، والثلث والنسخ ، والتعليق . أما الأحبار المستخدمة فهي الأسود في الغالب على ورق فاتح اللون ، ونادرًا ما تُستخدم أحبار وأوراق من ألوان أخرى أكثر جاذبية